ارتفاع كبير لسعر النفط والقمح يصل لأعلى مستوياته.. الحرب في أوكرانيا تهدد المغرب بمُفاقمة أزمة الأسعار
لا يبدو أن موجة ارتفاع الأسعار التي يعاني منها المغرب ستعرف نهايتها قريبا، فبعدما كانت المشكلة تتمثل في ارتفاع الطلب على المحروقات والمواد الأولية عالميا، أصبح الأمر أكثر تعقيدا ابتداء من اليوم، وذلك نتيجة بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أدى إلى ارتفاع أسعار القمح لأعلى مستوى له على الإطلاق، علما أن كييف هي المُورد الرئيسي لهذه المادة إلى أسواق المملكة، في حين وصل سعر النفط إلى 105 دولارات للبرميل.
وقالت مجموعة "يورونكست" المشرفة على إدارة العديد من البورصات الأوروبية، اليوم الخميس، إن أسعار الحبوب اليوم بلغت مستويات قياسية، وارتفع سعر القمح لأعلى مستوى له على الإطلاق بوصوله إلى 344 يورو للطن، أي 384 دولارا أمريكيا، وذلك نتيجة للحرب في أوكرانيا التي تعد أهم مورد لهذه المادة إلى المغرب بـ10,4 ملايين طن في السنة، وفق أرقام وزارة الزراعة الأمريكية لسنة 2020.
وفي ندوته الصحفية التي عقدها مع شركائه في الأغلبية الحكومية أول أمس الثلاثاء، قال رئيس الحكومة عزيز أخنوش، إن سعر القمح اللين وصل إلى 340 أو 350 درهما للقنطار، وكي يبقى سعر الخبز ثابتا يجب ألا يتعدى الثمن 260 إلى 270 درهما، الأمر الذي يعني أن الحكومة تتدخل لتأدية الفارق، وهو ما يكلفها 500 مليون درهم شهريا.
واستنادا إلى هذه الأرقام فإن، فإن السعر الأقصى الذي وصل إليه طن من القمح اللين حينها (الطن يساوي 7 قنطارات تقريبا)، كان هو 2380 درهما أي 251 دولارا، لكنه وصل حاليا 384 دولارا أي ما يقارب 3640 درهما، في حين أن الثمن المعتاد الذي يحول دون تدخل الدولة لدعم ثمن الخبز هو 1890 درهما للطن، أي أقل من 200 دولار.
وستكون المشكلة مطروحة أيضا بخصوص المحروقات، وذلك بعدما تجاوز سعر خام برنت 105,08 دولارات للبرميل للمرة الأولى منذ سنة 2014 مرتفعا بنسبة 8,5 في المائة، وهي النسبة ذاتها التي ارتفع بها خام غرب تيكساس الوسيط، الذي وصل إلى حوالي 100 دولار للبرميل، في الوقت الذي تشهد فيه أسعار المحروقات بالمملكة أعلى مستوياتها منذ أن قررت الحكومة تحريرها في 2015.
وسوف يعني ذلك أيضا أن الحفاظ على السعر الثابت لغاز الطبخ "البوتان" في الأسواق المغربية سيُكلف صندوق المقاصة أموالا إضافية بعدما وصلت مع متم العام الماضي إلى 14,6 مليارات درهم وإلى 9 مليارات درهم سنة 2020، وفق أرقام الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، والتي عرضها الأسبوع الماضي في ندوة صحفية.
